رياضة

بعد أن افترس الليوث في روشن، الهلال يفترس الفهود في نخبة آسيا

بقلم الكاتب: سيّار عبد الله الشمّري

في ليلة زرقاء خالصة، واصل نادي الهلال السعودي تألقه القاري بعد أيامٍ قليلة من انتصاره في دوري روشن على نادي الشباب، ليؤكد مجدداً أنه الرقم الأصعب في كرة القدم السعودية والآسيوية على حدٍّ سواء. فقد تمكن الزعيم من تحقيق فوزٍ ثمين على نادي الغرافة القطري بنتيجة 2-1 ضمن منافسات دوري نخبة آسيا، ليعتلي صدارة مجموعته، ويكتب إنجازاً جديداً في تاريخه المجيد بوصوله إلى الفوز رقم 100 في بطولات النخبة الآسيوية — كأول نادٍ آسيوي يحقق هذا الرقم المذهل.

المباراة التي أُقيمت وسط أجواء جماهيرية رائعة حملت عنوان “القوة أمام الطموح”، حيث دخل الهلال اللقاء بثقة بطلٍ يعرف طريق الانتصارات جيداً، بينما حاول الغرافة استغلال عاملي الأرض والجمهور لاقتناص نتيجة إيجابية، غير أن الزعيم كان في الموعد كعادته، حاضراً بالأداء والنتيجة.

منذ الدقائق الأولى، بسط الهلال هيمنته على مجريات اللقاء، مستعرضاً فنه الكروي وأسلوبه المنظم، فكانت التمريرات سلسة والتحركات مدروسة والانتشار مثالياً. ولم تمضِ سوى دقائق حتى ترجم الأزرق تفوقه بهدفٍ أول جاء بتوقيع النجم سالم الدوسري الذي ارتقى لكرة عرضية وسدّدها برأسية متقنة هزت شباك الغرافة، ليعلن التقدم الهلالي المستحق ويشعل المدرجات بالفرح.

ورغم محاولات الغرافة للعودة إلى المباراة، إلا أن الهلال ظل متماسكاً وواصل ضغطه المتوازن، حتى نجح في منتصف الشوط الثاني من تسجيل الهدف الثاني بعد أن قام لاعبه الشاب كايو سيزار بتسديدة سكنت الشباك وأكدت أفضلية الزعيم. ومع اقتراب صافرة النهاية، تمكن الغرافة من تقليص الفارق في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، لكن ذلك لم يُغيّر من واقع الأمور، إذ حسم الهلال اللقاء لصالحه أداءً ونتيجة.

وبهذه النتيجة، تفوق الهلال بهدفين مقابل هدف، مؤكداً أنه لا يرحم خصومه، سواء كانوا “ليوثاً” في دوري روشن أو “فهوداً” في نخبة آسيا، في استمرارٍ لمسيرة التوهج الفني والثقة العالية التي يعيشها الفريق هذا الموسم بقيادة جهازه الفني المميز.

الانتصار لم يكن مجرد ثلاث نقاط جديدة، بل محطة تاريخية تُضاف إلى سجل الهلال الذهبي في القارة الآسيوية، حيث بلغ الفوز رقم 100 في بطولات النخبة، متربعاً على عرش الأندية الأكثر فوزاً في تاريخ آسيا، ومجدداً مكانته المستحقة كـ “زعيم القارة” دون منازع.

الهلال بهذه الروح العالية والانضباط الميداني، لا يكتفي بتحقيق الانتصارات، بل يرسم لوحة متكاملة من المجد والتميز، ويرسل رسالة واضحة لكل منافسيه في القارة: أن الزعيم لا يشبع من البطولات، ولا يملّ من كتابة التاريخ.

 

فبعد أن افترس الليوث محلياً في دوري روشن، ها هو اليوم يفترس الفهود قارياً في نخبة آسيا، مواصلاً زئيره الذي يدوّي في أرجاء القارة، معلناً أن زمن الهلال لا يزال مستمراً… بل إنه في أوج مجده، يغرف من بحر البطولات ويعزف لحن المجد على أوتار التاريخ.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com