أطباء الأسرة.. خط الدفاع الأول في رعاية الإنسان” فاطمه الحربي في التاسع عشر من مايو من كل عام، يحتفل العالم بـ “اليوم العالمي لأطباء الأسرة”، تقديرًا للدور الجوهري الذي يقوم به هذا التخصص في المنظومة الصحية، واعترافًا بأهمية العلاقة المستدامة بين الطبيب والمريض في إطار الأسرة والمجتمع.
هذا اليوم ليس مجرد مناسبة رمزية، بل تذكير عالمي بأن أطباء الأسرة هم خط الدفاع الأول في مواجهة الأمراض، ومفتاح الوصول إلى رعاية صحية شاملة، وقائية وعلاجية، مستمرة ومتكاملة. فهم لا يكتفون بتشخيص الأعراض السطحية، بل يبنون فهمًا عميقًا للتاريخ الصحي والنفسي والاجتماعي للمرضى، مما يجعل تدخلهم أكثر دقة وإنسانية.
في المملكة العربية السعودية، ومع التوجهات الحديثة لرؤية 2030، أصبحت الرعاية الصحية الأولية من الركائز الأساسية، ولعب طبيب الأسرة دورًا متقدمًا في التحول من العلاج إلى الوقاية، ومن الاعتماد على التخصصات الدقيقة إلى الشمولية في الخدمة.
إنّ تكريم أطباء الأسرة اليوم هو تكريم للثقة، للعلم، للرحمة، وللرسالة النبيلة التي يحملونها بصمت في العيادات والمراكز والمنازل. هم من يستمعون للمرضى، يتابعونهم، ويرافقونهم في مسيرة الحياة الصحية، بكل ما فيها من تقلبات وتحديات.
وكم هو شعور مختلف أن أكتب عنهم اليوم، وأنا التي كنتُ يومًا ما في صفوفهم، أحمل سماعتي وأمضي كممرضة في أروقة العيادات، أرى عن قرب كيف تتقاطع مهنية الطبيب مع إنسانيته، وكيف تُصنع الثقة من أبسط التفاصيل. لقد علمتني تلك التجربة أن طبيب الأسرة لا يداوي الجسد فقط، بل يرمم الخوف، ويمنح الطمأنينة، ويزرع الأمل في قلب كل بيت. فلهم مني اليوم، تحية امتنان بحجم الدور الذي يؤدونه، وبحجم الأثر الذي لا يُنسى.