أهمية الجرد السنوي: بناء على الإنجازات السابقة وتصحيح المسار نحو المستقبل

بقلم الكاتب: سيّار عبدالله الشمري
مع نهاية كل عام، يصبح الجرد السنوي عادة ضرورية وأساسية للعديد من الأفراد والمؤسسات على حدٍ سواء. يمثل هذا الجرد فرصة حقيقية لتقييم الأداء، وفهم ما تم إنجازه، وتحديد الأخطاء التي وقعت، ووضع رؤية واضحة للمستقبل.
كتبتُ هذا المقال قبل نهاية عام 2024، وكان من المفترض نشره مع بداية عام 2025، لكنني فضّلت تأجيله إلى هذا الوقت لعدة أسباب. أولها الحرص على ألا يفقد قيمته وسط الكم الكبير من المقالات والمشاركات التي كُتبت آنذاك بهذا الخصوص، وثانيها التأكيد مجددًا على أهمية عملية الجرد، نظرًا لأثرها البالغ على مختلف المستويات، وحتى لا يغيب هذا الموضوع عن الأذهان بمرور الوقت.

الجرد السنوي- أداة للتقييم والتطوير:
الجرد السنوي ليس مجرد عملية حسابية لتحديد الإنجازات، بل هو وسيلة استراتيجية لفهم أين نقف الآن. يتيح الجرد الإجابة عن أسئلة جوهرية:
* ماذا حققنا خلال العام؟
* هل كنا قريبين من تحقيق الأهداف التي وضعناها؟
* ما الأخطاء التي ارتكبناها، وكيف يمكن تصحيحها؟
عبر هذا التقييم، يتم التعرف على النقاط الإيجابية التي يمكن البناء عليها، والنقاط السلبية التي تستوجب معالجة فورية.
أهمية قياس الأهداف القابلة للتحقيق:
مع بداية كل عام جديد، تبرز أهمية وضع أهداف واقعية وقابلة للتحقيق والقياس. يمكن أن يكون تحديد هذه الأهداف حجر الأساس لنجاح أي خطة مستقبلية، حيث يمكن قياس الأداء بدقة بناءً على معايير محددة، مثل:
1. تحقيق نسبة معينة من المبيعات.
2. تحسين الإنتاجية بنسبة محددة.
3. تطوير المهارات الشخصية والمهنية.
الأهداف القابلة للقياس تسهل متابعة التقدم ومعرفة ما إذا كنا على المسار الصحيح أم لا.
تصحيح الأخطاء- خطوة نحو النجاح:
أحد أهم فوائد الجرد السنوي هو التعرف على الأخطاء وتصحيحها. الأخطاء ليست نهاية الطريق، بل هي تجارب تمنحنا دروسًا ثمينة. عند تصحيح الأخطاء، نكتسب رؤية أوضح تساعدنا على تجنب العقبات في المستقبل.
بناء النجاح على الإنجازات السابقة:
النجاح هو عملية تراكمية. ما يتم تحقيقه في عام يجب أن يكون قاعدة للبناء عليه في الأعوام القادمة. عند تحديد الإنجازات، يمكن توسيعها وتحسينها عبر استراتيجيات مبتكرة تعزز الأداء وتفتح آفاقًا جديدة.
خلاصة القول، الجرد السنوي ليس رفاهية أو إجراءً شكليًا، بل هو ضرورة لكل من يسعى إلى تحقيق التميز. فهو فرصة لتقييم الماضي، وتصحيح الحاضر، ووضع خطة مدروسة للمستقبل. مع بداية كل عام جديد، تصبح الأهداف الواضحة والقابلة للقياس، المبنية على الجرد الدقيق للعام الماضي، مفتاحًا لتحقيق التقدم والنجاح.






