جهود المملكة في مجال مكافحة المخدرات

عبدالقادر مكي – جدة
المملكة تقوم بدور ريادي في المنطقة وبالتالي يمكنها أن تشكل نموذجا للتعاون الإقليمي في مجال مكافحة المخدرات،
وقضية المخدرات قضية عالمية أرهقت العالم وعطلت التنمية في جميع البلدان ومعول هدم للبشرية منذ قيامها وإن مشاركة القطاع الخاص في هذه المناسبة يعد أقل واجب يقدمه هذا القطاع تجاه دينه والوطن والمجتمع في إطار مسؤولياته الاجتماعية والجميع سائرون وفق توجيهات القيادة الحكيمة وجهود المملكة واضحة وملموسة في مجال مكافحة المخدرات واجتثاث جذورها لحماية الأفراد والأسر والمجتمعات من أخطار هذه الآفة أصبحت من أكبر المعضلات التي تعاني منها دول العالم كافة لما لها من أضرار بالغة على الجوانب الصحية والاجتماعية واقتصاديات الدول
ومشكلة المخدرات أصبحت من الظواهر الخطيرة التي تجتاح العالم في عصرنا الحالي وتسبب مشكلات عديدة في معظم بلاد العالم وتكلف الدول خسائر بشرية واقتصادية كبيرة والهيئات الدولية والإقليمية أولت مشكلة إدمان المخدرات أهمية كبيرة ورصدت الأموال واستحثت العقول لمحاولة الوصول إلى حلول تحد من تفشيها وتقلل من نتائجها المدمرة. والندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات تهدف إلى تنمية الجوانب المعرفية والمهارية، وتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول العربية والإسلامية والصديقة في إطار تعزيز مفهوم الأمن الشامل وحماية المجتمعات من خطر المخدرات والمؤثرات العقلية،
وأشار إلى أن الندوة ستشهد مشاركة عدد من المسؤولين والخبراء الدوليين يمثلون أكثر من 26 دولة عربية وإسلامية وصديقة لعرض التجارب العالمية في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات، بالإضافة إلى نخبة من العلماء والباحثين والمختصين الذين تقدموا ببحوث وأوراق عمل تصب في محاور الندوة المختلفة. وتستمد العون من الله وتستلهم النجاح من توجيهاتكم السديدة المتمثلة في مد جسور التعاون من الآخرين والاستفادة من جميع الوسائل والسبل التي تعزز من كفاءة ومهارات منسوبي مكافحة المخدرات للتصدي لكل المفسدين والمروجين الذين يريدون شرا بهذه البلاد وإن لكل عصر من عصور الإنسانية آفته ومخاطرة ولاشك أن المخدرات هي آفة هذا العصر وخطره الذي يهدد المجتمعات الإنسانية دون استثناء مجتمع عن آخر أو دولة عن أخرى،
لقد أدركت المملكة العربية السعودية مخاطر وأضرار آفة المخدرات بحكم أن ظروفها ومعطياتها جعلتها في مقدمة الدول المستهدفة بأعمال المروجين والمهربين لهذه الآفة الخطيرة ولذلك عملت على تسخير كافة الإمكانات والطاقات للتصدي لظاهرة المخدرات ومن يقف وراءها بكل عزيمة واقتدار انطلاقا من عقيدتها الإسلامية التي تحرم كل ما يعرض حياة الإنسان وعقله وماله للخطر وتوجب تطبيق أشد العقوبات على مرتكبي جريمة ترويج وتهريب المخدرات ولقد اعتمدت وزارة الداخلية والجهات المعنية في تعاملها مع آفة المخدرات على منهجية العمل الوقائي، للحيلولة دون تمكين مهربيها ومروجيها من الوصول بها إلى المملكة .. وذلك من خلال جهود استباقية وتعاونية دولية أثمرت ولله الحمد عن إحباط وضبط العديد من عمليات التهريب التي تحتوي على كميات كبيرة وخطيرة من المخدرات .. كما عملت وزارة الداخلية على الإسهام في رفع مستوى الوعي الوطني العام بأضرار المخدرات ومخاطرها على الفرد والأمة من خلال العديد من البرامج والحملات ، والمؤتمرات ، والندوات ، وتوظيف وسائل الإعلام والتوجيه في هذا المجال إلى جانب القيام بعلاج وإعادة تأهيل من وقع في براثن هذه الآفة ليعودوا أعضاء صالحين في مجتمعهم،
وهذا يعكس بوضوح حرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بمضاعفة الجهود وتعزيز التعاون الدولي في التصدي لظاهرة المخدرات التي تهدد مخاطرها المجتمع الإنساني وتستوجب مواجهتها تبادل المعلومات والخبرات وتعميق التواصل بين الجهات المعنية بمكافحتها لكي نحمي دولنا ومجتمعاتنا من هذه الآفة الخطيرة
وأرجو الله من العلي القدير التوفيق والسداد