عام مضى.. وناس ودعناهم سواء غصب عنا أو برغبتنا

✍️ :فاطمة الحربي
انتهى عام… ومعه انتهت فصول من حياتنا. في ناس فقدناهم غصب عنا… رحلوا عن الدنيا وتركوا لنا وجع طويل ما له دواء… وناس احنا اللي طوينا صفحتهم بإيدينا… لأن وجودهم كان عبء.. كان استنزاف.. كان دروس مؤلمة لازم نتعلمها غصب.
اللي راحوا من غير رجعة… علمونا إن العمر ما ينتظر أحد… وإن كلمة “أشوفه بكرة” أحيانًا تكون آخر كذبة نصدقها… علمونا إن الاعتذار لازم يتقال في وقته… وإن العتاب ما ينفع لما يفوت الأوان.
أما اللي كنا نظنهم مهمين واكتشفنا إنهم مجرد محطة… ناس وجودهم كان عابر… علمونا إن العلاقات مو عدد… ولا كل “قريب” يعني يحبك… ولا كل “صديق” يستحق مساحة من يومك.
العام الماضي كان درس… درس قاسي… لكنه ضروري.
والحين؟ إحنا قدام بداية جديدة… قدام عام ثاني… لازم ندخله بوعي أكثر… بقلب أذكى… بعقل يعرف يقول: “لا” وقت اللزوم… وما يكرر نفس الحماقات القديمة.
لازم ننتبه من الناس اللي تستهلك طاقتنا… اللي وجودهم يزيد همومنا… لازم نصفي الدائرة… نختار مين يدخل حياتنا… ومين نخليه خارجها… بهدوء… من غير ضجيج… من غير تبرير… لأن ببساطة: مو كل أحد يستاهل.
العام الجديد؟ فرصة… فرصة نصير أفضل… نحب بصدق… نعطي من قلب… بس الأهم… ما ننسى نحط نفسنا أولًا… صحتنا… راحتنا… هدوء بالنا… أهم من إرضاء ناس ما كانت يوم تستاهل.
كل سنة… وكلنا أقوى… أذكى… أنضج… وأكثر وفاء لأنفسنا





