(فنون بحريه )….. الاهزوجه البحريه لغة الشعوب
الاهزوجه البحريه لغة الشعوب .... الحلقة ( 11)
فنون بحريه
الاهزوجه البحريه لغة الشعوب
الحلقة(11)
د. صالح عبيد باظفاري

تعتبر الاهزوجه البحريه هي اللغه المشتركه للشعوب من خلال تقارب الحضارات عبر الموانئ ونقل الثقافات من بلد لآخر حيث تقوم باذابت الفوارق بين الحضارات من خلال تصدير الثقافات وآلية التفكير في تصدير الفن البحري ومد جسور التواصل والتقارب والتعارف من خلال تحصيل المعرفه والتعارف ورغم أمية البحاره ومحدودية ثقافتهم إلا أنهم لهم حق الأسبق في دمج الفنون العربيه والعالميه
ويعتبر فن الاهازيج البحريه عند الملاحين والصيادين مفتاح التعرف على أنواع الحضارات واستقدام الماضي الذي يُعلمنا إن فن كل أمه يحدد لنا عمق حقبة تاريخية ما لهولاء الأمم الذي خاضوا معركة مع الأمواج والرياح والأعاصير وما وصلت إليه ثقافتهم من خلال الحانهم واهازيجهم الجميله والتي تحمل الكثير من المعاناه ولا تزال تلك الفنون الهازجه تتوارث في الزمن المعاصر وتشكل محورا أساسيا من ثقافة الحياة اليوميه البحاره في المحيط والخليج .
أن مفهوم الإبداع في تكوين الاهزوجه البحريه لم يعمقتصراً على قلة من الناس بل بات مطلوباً من الجميع المحافظه عليه للموروث غير مادي للشعوب وعلى المختصين
والمهتمين تدوين ذلك الفن في قوالب خاصه بالثوثيق .
وشكّلت الاغاني البحريه على مرّ التّاريخ البشريّ مساحه عظيمة الرقي السمعي ومادّة خصبة لنشوء الحكايات والأساطير التي دارت عليها قصص الأمم والشّعوب كذلك كانت المساحة البحريّة الغنائيه حلبة لصراعات ثقافات بين تلك الأمم وشعوبها وشكّلت مصدراً للعيش والرّزق ورافداً للتّواصل لم يكن البحر يوما حياديّا في السّياق التّاريخيّ والسّياسيّ والقومي رغم الترحيل الجزائي في البحرَ لنقل الناس ضد إرادتهم من قارة إلى أخرى كان للموسيقى باب من أبواب الترفيه البحري عبر هولاء الرجال وقد ألهم البحر عبر هولاء الرجال المارون في المحيط الى اسواق النخاسه في الدول العربيه عبر موانئ مدن مختلفة الثقافات الهمهم الكثير من التجديد في الموسيقى على مر القرون ومنها ما ثوارته الناس إلى اليوم في أغاني النهمة والبانوش والكاسر والتجلوب وكون لغة البحر الموسيقيه ومن عالمية فنون البحر ماجاء في استفتاء الهولندي الطائر لريتشارد فاغنر من مقطوعة لا مير (1903-05) لكلود ديبوسي، وأغاني البحر (1904) وأغاني الأسطول (1910) لتشارلز فيليرز ستانفورد، وصور البحر لإدوارد إلجار (1899)، وسيمفونية البحر (1903-1909) لريف فون ويليامز.
وعلى نحو ذلك المنهاج البحري
قد أطلقوا بحارة السفن على الذي يؤدي اغاني البحر
«النهام أو صاحب الموال عند أهل السفن الحضرميه على كل اشكال اغاني البحر والموال يتميز بأبيات من الدعاء يعبر به البحاره عن حالته النفسية ويدعو به الله
وتنوعت الالحان وصار لكل اغنية لها شكل يتناسب مع
العمل الذي تقوم به . وقد اعتمدت الاغنية البحريه على انماط مختلفه من الشعر الذي يتبادله البحارة في غنائهم وهم أول من استنبطوا هذه الأنواع الكثيرة من الشعر الغنائي واستخدموها فيه مصطلحات ومفردات سبباً في شيوع أنواع متعدده من ذلك الشعروتعددت اوزانه وبحوره وكان منه السباعي والسداسي والخماسي. وعند بحارة حضرموت المثمون والمربوع والمخموس والمسدوس وفروعها التي نظم عليها بعض الغناء البحري ومن ماقيل على البحر الخماسي: حمام مالك على فرقاي تهواني
إلا بنار الجفا لو خير تهواني
وش لك على خلاق ذاك العهد تهواني
ما ينبغي منك عن ذيك المودة تحل شرط المودة مثل ما
أهواك تهواني
ويأتي ذلك النمط في شعر الزهيري أو الزهري عند بحارة الخليج والجزيرة أما الاكثر
شيوعاً هو السباعي، ويضم سبع شطرات مقطعه شعرية تتكون من ثلاث شطرات في مطلعها الاول وذات قافية واحدة ثم تختلف في الرابعة إلى السادسة بقافية أخرى العوده الشطر السابع بالقافية
السابقه
نلتقي في الحلقه القادمه




