

من طقوس شهر شوال المبارك تزيين الشوارع والمساجد بالزينة والأنوار، فما أن يرحل الشهر رمضان الكريم حتى تهم الشوارع بتعليق سلاسل اللمبات المضيئة بألوان وحركات ضوئية مختلفة لإضاءة البيوت من الخارج وتعليق بعض الزينة وأفرع النور فى الشوارع والميادين، وأصبحت تلك العادة أكثر المظاهر التي تميز شهر شوال .
وتتميز أجواء الشهر بالزينة والأنوار التى تملأ الشوارع بهجة وسعادة، فتميزها وتجعلها دائما مختلفة عن الأيام العادية، حيث يتم تزيين الشوارع و بالأضواء، بشكل جمالى، فتحولت العادة إلى طقس مستمر مرتبط بعيد الفطر المبارك والاحتفالات واقامة المهرجانات فقط.
أما عن بداية تعليق الزينة، وأول من قام بمظاهر الاحتفال ، فهناك تباين كبير حول بداية الاحتفال،
متى احتفل المسلمون بعيد الفطر لأول مرة
احتفل المسلمون بعيد الفطر لأول مرة في السنة الثانية للهجرة النبوية المباركة، وفي هذه السنة قد فُرض على المسلمين الصيام وتبعه تشريع عيد الفطر وزكاة الفطر كذلك،ويجوز للمسلمين في هذا اليوم أو قبله ولا حرج عليهم؛ فقد ورد عن بعض الصحابة والسلف أنّهم كانوا يهنّئون بعضهم بعضًا بقدوم العيد، وورد عن بعض الصحابة أنّه قد هنّأ النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد الخروج من صلاة العيد فأقرّه وردّ له التهنئة، وقال بعض العلماء النعاصرين إنّه لا بأس بالتهنئة ولو قبل العيد بيوم أو أكثر،
متى احتفل المسلمون بعيد الأضحى لأول مرة
كثيرًا ما يسأل المسلمون متى كان أول عيد أضحى في الإسلام، أو في أي عام هجري احتفل المسلمون بعيد الأضحى، والظاهر أنّ الإجابة عن هذا السؤال هي نفسها الإجابة عن السؤال السابق؛ إذ يرى علماء الإسلام أنّ العيدَين قد شرعا للمسلمين في السنة الثانية للهجرة، ويساند هذا القول أقوال كثيرة لعلماء المسلمين وأهل السير والمغازي، ويساند هذه الأقوال حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- الذي يقول فيه: “قدم النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقال: قد أبدلَكُم اللهُ تعالى بهما خيرًا منهما: يومَ الفطرِ والأضحى”، وسياق الكلام يدلّ على أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- كان حديث عهد بالمدينة، والظاهر أنّ تشريع العيدين قد جاء في وقت واحد.
وفي “أسد الغابة” لابن الأثير شاهد قويّ على ذلك إذ يقول: “وفي السنة الثانية كانت غزوة بدر العظمى في شهر رمضان… وفيها ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وخرج بالناس إلى المصلى، وذبح بيده شاتين، وقيل شاة”
الحكمة من تشريع العيدين
إنّ الحكمة من تشريع العيدين في الإسلام هو إظهار المسلمين الفرح بتمام نعمة الله -سبحانه وتعالى- وتمام رحمته، فالعيد يأتي في الإسلام أشبه بالمكافأة على الطاعة التي كان المسلمون عاكفون عليها، فعيد الفطر يأتي عقب شهر من الصيام قد عانى فيه المسلمون الجوع والعطش في سبيل الله، وأمّا عيد الأضحى فهو اليوم الذي يعقب الوقوف في عرفة، وليس هنالك يوم تُعتق فيه الرقاب من النار أكثر من هذا اليوم على مدار العام، فجعل هذا اليوم الذي يليه عيدًا يحتفل فيه المسلمون بنزول الرحمات عليهم من الله العزيز الحكيم،





