مقالات وآراء

مــيـثـــاقُ الــروح بــــمــــدَادٍ مــــنِير

✍🏻 منيرا العتيبي 

كُتـب لـي اسـم يحـمـل الـنـور، فصـرْت أعـشـق الـنـور في كـل شـيء، و لـعـلـنـي حقـًا أستـنـيـر مـن اسـمـي.

أعشق النور في كل شيء ليست كلماتٍ عابرة تُقال على عجل 

ولا خاطرة تطفو على سطح الأيام

هًًو ميثاق روح وعهدٌ داخلي

 بل

وعدٌ أزلي بيني وبين ذاتي: أن أكون منيرةً في كل ركن تطأه خطاي

منيرةً بحروف مدادي

ولحظات عطائي

منيرةً في قلبي وروحي 

وتعاملي مع من حولي.

ضيائي ليس مجرد ضوءٍ يُبدد العتمة

بل هو حالة وعي 

ورحلة إدراك وموقفٌ إنسانيّ عميق.

أن تعشق النور أيها الإنسان يعني أن تختار الجمال في وجه القبح واللطف في زمنٍ يضج بالخشونة

والحق في عالمٍ يعلو فيه الباطل على الحقيقة.

في عالمي لا أكتب الحرف عبثًا. فكل كلمةٍ أسطرها هي شُعلة أرميها في ظلامٍ ما عسى أن تهتدي بها روحٌ تائهة أو تجد فيها نفسٌ منهكة بصيص رجاء.

المداد في عالمي ليس حبرًا فقط 

بل صوتُ فكري حين تصمت الأصوات.

أعلم أن للعمل وللكلمات أثراً لا يُمحى

لذلك أحرص أن يكون قلمي كيانًا لا يشوب صدقه زيف

ولا يعكر نوره ظلام.

وعطائي شلالٌ لا أنتظر منه ردًا ولا تصفيقًا.

فالعطاء عندي فطرة وسجية

ومصدر طمأنينة.

فكما تُشرق الشمس كل يوم دون أن تطلب شكرًا

أسعى أن أكون مثلها: منيرة، دافئة، ثابتة.

وكلما أظلمت الحياة في عيني ذهبت لأتكىء على ضياءٍ داخليٍّ لا 

يخبو 

بل يهمس لي بهدوءٍ ورُقيٍّ

 : أن أنقي قلبي من جفاء الأيام

و أُغذيها بالأمل كلما تعثرت

و أعيد بناءها في كل مرة تهدمها الظروف.

أعرف جيدًا أنه ليس سهلاً أن تُضيء 

من الأعماق 

لكنني أُدرك أيضاً أن النور الحقيقي لا يأتي من الخارج 

بل يولد من أعماق القلب حين يُزهر بالرضا والسلام.

أسعى أن أكون ملهمة في كل تواصل إنساني.

و أن أقابل الجهل بالحكمة 

والضيق بالاتساع

أن أكون كالغيم حين يعبر أرضًا عطشى لا يسأل لمن يُمطر فقط يهطل.

أُدرك جيدًا أن العالم لا يحتاج إلى مزيدٍ من البريق الزائف

بل إلى نورٍ حقيقي يلمس الأرواح قبل الأبصار.

لذا

اخترت أن أكون سراجًا منيرًا ولو بدا ضئيلاً لكنه صادقًا.

ولعل الله وهبني هذا الاسم ليكون نداءً أُلبيه : (كوني نورًا مهما اشتدّ الظلام).

“أعشق النور في كل شيء”…

ليست شعارًا أتغنى به بل منهج حياة.

هي رسالة لكل من يمضي في دروب الحياة المزدحمة بالرماد

أن النور لا يُطلب بل يُصنع.

يُغرس في القلب 

ويُسقى بالنية  

ويُثمر بالعمل 

إلى القارئ  

الذي وجدتْ هذه الكلماتُ طريقَها إلى أعماقِ وجدانهِ:

لا تنتظرْ أن يُضيءَ أحدٌ طريقَكَ، كن أنت النورَ في كلِّ شيءٍ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com