مقالات وآراء

هل عادت القيم تحمل وتحمي رسالة السلام من أرض الحرمين بالدولة السعودية

كاتبه / سامي الصقر

لمحة تاريخية ، من سلوكيات الأيديولوجيات، والممارسات التي تسببت في أثرها بانقسام العرب الى ثلاث دول، عندما ظهرت رسالة السلام في القرن السادس الميلادي، كانت في وسط متربصين، وبنهاية عهد الخلفاء خلفت الدولة الاموية قرنين من الزمن استطاع خوارج الفرس واليهود بين المسلمين من غنشاء الأحزاب، واشعال الفتنة، في بيت أبناء العمومة، وانقسامه الى ان قامت الدولة العباسية، بالقضاء على الدولة الاموية، في الشام بالاستعانة من خارج حدودها، وبأبشع صور الانتقام في الدم بين أبناء العم، وبقدر الله أن ينجو من تلك المذابح الخليفة عبدالرحمن الداخل الذي أقام حضارة الأندلس ، حيث خلفت الدولة العباسية في الشام أربعة قرون في الوقت الذي أصبحت الدولة الأموية في قرطبة منارة علمية .

وما يتبين من سلوك ما بعد مواقف الأحداث التاريخية والجفرافية التي حدثت آنذاك أن تسلل أجندة الفرس، في بلاط العرب في حقبة الدولة الأموية الأولى عندما أعطيت ابنتي كسرى للحسن، والحسين وهي نقطة جوهر الموضوع الذي انبثق ما استطاع في ثنايا تلك الحقبة من المتسلقين بالتوغل في مفاصل بيروقراطية الدولة الأموية، للانتقام الأشر، وبرد الفعل في المرحلة الأولى للانشقاق إلى أن استقرت الدولة العباسية وعبر مراحلها حتى إنقسام أبناء هارون الرشيد، بعد ممارسة الفتن، والكراهية، والعنصرية، واضطهاد اليهود، والمسيحية، وطردهم، لإشعال الفتن بين كل الرسائل السماوية .

وكل تلك الأحداث تسنت لها خلق أعداء واضعاف منهج الدولة الصحيح بعد تحالف مفاصلها مع أعدائها من جهة، والعمل على تأجيج عاطفة المسلمين بقيام أجندة الفرس ومن نفذ خطتهم بقتل الحسين وتثوير الحزين، وتأجيج الحروب الطائفية بين العرب من جهة أخرى، وما تلى تلك الأحداث التاريخية ظهور الدول الصوفية بداية انقسام الدولة العباسية بالفاطمية في مرحلة العباسية الثانية والتي على إثرها تعددت المذاهب، والأحزاب الصوفية، والقرامطة المتطرفة، والمذاهب المتعددة،

وبالرغم من ظهور حقبة العصور الذهبية التي كان لها المحور الأساسي في بناء الجامعات وترجمة الكتب ونقل الحضارة العربية الإسلامية بعلومها ومعارفها، وادبياتها الى الإمبراطورية الرومانية الغربية المتقاربة بدولة الشام في ثورة علوم العرب، والترجمة بالتنافس بين الاموية والعباسية حين ذاك، وجميع الاحداث التاريخية التي شكلت الدول ليس على جغرافيا الشرق وحسب، بل وحتى الغرب، بما ورثته امبراطورية الفرنجا الغربية من الدولة الاموية بعد اسقاطها، حين قيام الكنيسة الفرنسية بتعبئة جيش البرتقاليين، واسقاط الأندلس لتصبح اسبانيا ومنها الى الاستكشافات الجغرافية، والالتفاف من على طريق رجاء الصالح لاقتسام ما تبقى من الدول التي لديها موارد، وإلى تغيير الخط التجاري العربي العالمي، الذي كان يسمى ” برحلة الشتاء والصيف”.

وقد كان لكل حضارة عربية من الدول الإسلامية، في ذلك الوقت الذي تشكلت، وانقسمت الى ثلاثة دول، وهي الاندلس الاموية، والشام العباسية، ومصر الفاطمية، ومن الأخيرة فتح باب أحزاب الصفوية الفارسية، والتركية، وما جمعته من بقايا تمددها، وكان لكل دولة غاية ودور وأثر صبغ صورة الهوية العربية والقيم الإسلامية وظاهرة البدع قبل وبعد دخول المغول بتحالف الفرس، وإسقاط الدولة العباسية بخيانة ابن العلقمي “وزير دولة الشام” والمشهد المصور بالمثال، والاحداث التي وقعت في حقبتها واللاحقة الغامضة التي اضافت لون في صبغتها، وهي ظاهرة عبدة القبور، والتبرك بالأضرحة، والاستعانة، والاستغاثة بالموتى، وبدخول الدولة الأيوبية، وانشغالها بحروب الحملات الصليبية إثر ما اشعلته بيروقراطية الدولة السالفة الى أن استسلمت القدس برضى اهلها من قبل الخليفة/الكامل الأيوبي .

وبسبب الاعتبارات السياسية الصفوية الداخلية المؤثرة تساقطت الدول الأيوبية، دولة تلو الأخرى، وفي ثنايا الفراغ العربي ظهرت الدولة العثمانية الاولى، والتي تشكلت من قبيلة قاي احدى الشعوب التركية التي نشأت في اسيا الوسطى بالنصف الثاني من القرن الثالث عشر، واخذت بالإمبريالية تدريجيا الى داخل اوروبا حتى استطاعت محاصرة روما الشرقية “القسطنطينية” من جميع الجهات في ظل انشغال الإمبراطورية البيزنطية الشرقية في حروبها مع الإمبريالية الرومانية الغربية تلك الفترة الشنيعة التي مارست الراديكالية حروب التنظيمات التي كانت تسمى (كي كي كي ) مقاولي حروب الوكالة وكانوا منشغلين بصراعات الكنيسة، الغربية والشرقية ، وفي هذه الظروف استطاعت الإمبراطورية العثمانية دخول القسطنطينية.

وهذا ما قلب معادلة وتوازن القوة في الشرق وقلب صفحة التاريخ على المسلمين، والسبب الذي قلب موقف تحالف تلك الامبراطوريات المتصارعة في اوروبا وتوحيد صفوفها، وما اسفر عن اول ثمار تحالفها، إسقاط الاندلس، ومنها بداية الاستكشافات الجغرافية والدخول الى القارات الثلاث والتنافس على مواردها في الوقت الذي ظهر الإصلاح الأوربي بعد ويلات المتطرفين والحروب الراديكالية ومحاكم التفتيش آنذاك كانت ردت الفعل ظهور الادب الغربي في حقبة شكسبير عهد التنوير الذي جعل حاجة طبع الورق ملحة بسبب كثرة القراء في مجتمعاتهم .

ومن ضمن الأسباب الرئيسية لظهور العلمانية كردة فعل التي حفزت على الاختراع بعد عزل رجال دينهم بسبب مواقفهم ضد العلوم التي برهنت على عدم استقامة الأرض وقتلهم للعلماء ما جعل دول الغرب يعزلون الكنيسة من السياسة لتكن اول شرارة تقدح بثورة الصناعة آلة الطابعة في القرن السادس عشر لحاجة تلك الشعوب للعلم، وشغفها للمعرفة، تدريجيا وخلال قرن بشكل جذري تغير سلوك حياة البشر لديهم بسبب انتقال الحضارة من الزراعة الى الصناعة، وقد كان اول آلة يصنعها الانسان في ذاك الوقت، واثر تلك الاستكشافات التي تحققت تشكلت أمريكا من مستعمرات فرنسا وانجلترا الى ان حصلت على الاستقلال بمساعدة الأولى لتصبح دولة الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من التقدم بالعلوم وانتقال الحضارة الا ان الرأسمالية تسببت بالإقطاعية لدى شعوب الغرب في ثنايا الثورة الصناعية كان ذلك من خلال الشركات وظهور صناعة الوسائل السريعة وتنوع مجال الصناعات الحربية هذا من جهة الغرب الذي تشكل مجتمعه بصياغ راس مالي لا يبالي بالمرأة او الطفل والمردود ظهور الحركة النسوية والمنظمات الحقوقية والأيديولوجية الليبرالية التي تمارس للاستهلاك العاطفي، ودغدغة مشاعر الجمهور لتسعيره، أما الشرق فكان يعاني من الفقر اثر استنزاف الحروب وتفشي ظاهرة القبور التي خلفتها الأحزاب السالفة في غالب قالب مجتمعاته المنهوبة من مغول الإمبراطورية العثمانية بفترتها الثانية وهي المسببات الرئيسية التي دخل الغرب على دول العرب بذريعة، وبصياغ الاستعمار بعد استحواذه على الموارد، ومحاولة احتكار كل موارد الشرق لصالح الغرب بحكم الثورة الصناعية التي اخذها أداة يرهب ويرغب بها ما شكل من هوية واعراف وقيم غالب قوالب الشعوب العربية، بجانب الظلام التي كانت تعيشه إثر أيديلوجية الصفوية من جهة الشرق، كما ان الاستقرار الأوروبي، وتطور الصناعة بكل مجالاتها، جعل من فرنسا وإنجلترا التنافس على حدود الشرق والحرب فيما بينهم في الوقت التي كانت الشركة الهولندية تنتظر الاعتراف بها كدولة من فرنسا التي وجدت لها قدم في دولة الفرس في نهاية القرن السادس عشر بعد أن استطاع القواسم طرد البرتقاليين. في الوقت الذي كان الامام محمد بن سعود يدعم حركة الإصلاح التي كانت على يد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله المتضمنة رسالة التوحيد بسبب ما وقع تضليله بممارسات الامبريالية الصفوية واثرها على بعض من أجزاء شبه الجزيرة في تلك الفترة وعلى بعض الدول العربية المجاورة مع العلم ان في جميع مراحل الدولة السعودية عبر الثلاثة قرون لم تستعمر .

وقد يكون من أسباب عدم محاولة استعمارها لطبيعتها الصعبة في كثبان صحاريها، ووعورة جبالها، وصلافة أهلها، كما ان مواقف ملوكها وشعبها من الامبريالية العثمانية كان حازماً وقد انسدل قناع دعايتها الإسلامية، وهي تحارب المسلمين في بلادهم، إلى ان وقعت محاولة المانيا المنافسة على مستعمرات فرنسا، وبريطانيا، دخلت الحرب العالمية الأولى التي أظهرت حقيقة السياسات في مسرح الحرب العالمي بتحالف المانيا والنمسة والمجر و”العثمانية” ضد دول الحلفاء وهي إنجلترا وفرنسا وروسيا ونتيجة لهزيمة الالمان بعد دخول اليابان وأمريكا في الحرب العالمية الثانية ولضعف دول الحلفاء اثر حروب سالفة الذكر انقسمت المانيا الى قسمين الاتحاد السوفيتي الشيوعي في شرق المانيا من جهة وأمريكا الرأسمالية في غربها من الجهة الاخرى في الوقت الذي أصبح العالم مدان لأمريكا التي باعت السلاح لكل الدول المشاركة وادخلت الشركات الامريكية لبناء الدول الأوروبية، بداية القطب الأوحد الاقتصادي الذي رهن اقتصاد العالم تحت ابتزازات مواقفه لمصالحه على حساب الجميع.

وأصبحت شعوب تلك الدول مملوكة لتلك الشركات، وما ان انتهت الحرب العالمية الثانية الا وبدأت الحرب الثالثة الباردة في محاولة تفكيك الاتحاد السوفيتي في الوقت الذي تصارع فيه الدولة السعودية الثالثة بالخيول والجمال وصلف الرجال في وسط صحاري شبه الجزيرة وصراعاتها مع الامبريالية العثمانية من جهة والقبائل التي تواليها من جهة أخرى الى المرحلة التي استبسل ابناء الصحراء بقائدهم البدوي العربي امام المسلمين عليه رحمة الله والسلام عبدالعزيز ال سعود محاولاً استعادة إرث أبائه، وأجداده .

ومن هنا عادت القيم العربية الإسلامية بصفحة النور في سطور تاريخ العرب والمسلمين منذ بداية توحيده للمملكة، وتحديد الحدود، وطرد العثمانيين والعناية بالحرمين الشريفين وتأمين الطرق، واستثمار الموارد في بناء البلاد، وقد اصبح مصدر الالهام بعد أن أصل مفهوم قيم الإسلام ورسالة السلام بالأفعال التي يخلدها التاريخ في كل مواقف الدولة السعودية على امتداد القرون الثالث من تاريخها المجيد والتحديات التي واجهتها في توازن حالة الاستقرار، والتقدم على الرغم من الابتزازات المباشرة القريبة والبعيدة وهي صامدة برسالة النور التي تحملها ملوك شبه الجزيرة، والى ما قد وصلنا اليه اليوم برسالتنا للإعمار والمشاركة بالاستثمار مع كل انسان يسعى للتنمية وبناء المجتمع في دول العالم ، وإشراكهم معنا في كل ما يخدم ويرفع مستوى رفاهية البشر، وعلى مبادئ السلام بالحكمة يشهدها العالم بمواقف سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله في نهظة وحضارة القرن في بلادنا، و انطلقنا على مبادئنا، وقيمنا، ووحدتنا، خلف قيادتنا وبفضل العزيز أصبحنا واجهة العالم، بحروفنا، ومعانيها، وجزالة بلاغة رسالتنا، ولم تقف المملكة وسط هذه المهددات، والابتزازات، ساكنة بل قام ولي العهد بالقضاء، على أحزاب الاخوان، التي كانت تسعى لهدم القيم من خلال التسلل بأجندتها في المؤسسات البيروقراطية مثل ما سبق لها في الدول المسلوبة في الوقت الذي قامت به أحزاب اليسار بالهجوم الإعلامي على ولي العهد الذي كشف مؤامرات الغرب بعد ان اسدل قناعها، بشفافيته المطلقة،

وبالمناسبة إن التاريخ القريب خلال الحرب الباردة تبين بسلوك الدول المتقدمة الرأسمالية بتفعيل برامج التنظيمات في أفغانستان التي نشأت على أسس تقسيم واضعاف الاتحاد السوفيتي باستخدام عاطفة مسلمين العرب بواسطة اجندة الغرب “الإخوان المسلمين” وهؤلاء الوجه الاخر من عملة الحرس الثوري الارهابي والتي كانت بمثابة مفاصل دول موازية داخل دول انسدل قناعها على منصة مسرح جماهير الشعوب المغيبة وقد ثبت للعيان بان أحزاب اليمين، واليسار هي من يشعل شرارة الإرهاب وباستخدام أحزاب ثورية باسم الإسلام لإسقاط التوحيد، وعلى حساب موارد العرب يختزل الحرس الثوري الإيراني الإرهاب في جغرافيتها التي ذهبت ضحية إخوان الفرس من خلال اجندة قطعان الطوائف بهدف تحقق مصالح دول معينة لقدح الثورات ودمار الشعوب وبيع الأسلحة على حساب القيم بسلب الفكرة من الفطرة.
في نهاية ملامح المواقف التاريخية يتبين النور، والدور النبيل، المشهود للمملكة بقيادتها الحكيمة انها واجهت كل محاولات التخريب برسالة السلام، والاعمار، والنهظة، والتنمية المستدامة وأصبحت محور توازن اقتصاد الشرق والغرب وهي مصدر الطاقة العالمي المحقق على ارض الواقع، وجميع مواقفها الإنسانية وقد كانت ولا تزال هذه الدولة المباركة تحافظ على الهوية العربية والقيم الاسلامية على أساس الوحدة التي جمعها حرفها واستشهد ختاما بإقرار الوقار سيدي الأمين عندما قال دستورنا القران.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com