شعبي
ترند الآن

“نساء من بادية الجزيرة العربية” (ملتقى سيدات الفكر يوم يوم اللـؤلـؤة الأسبوعي)

غدير النعيسة - السعودية .

ملتقى سيدات الفكر?
يوم اللـؤلـؤة الأسبوعي?
“نساء من بادية الجزيرة العربية”
“جـوزاء التميـاط” 

ولدت الشيخة جوزاء التمياط عام 1312هـ 1892م في خب التمياط شمال منطقة حائل أسرتها ذات منزلة اجتماعية عالية توارثت مشيخة عشيرة التومان من قبيلة شمر وكان والدها هو الشيخ بندر بن مقحم بن وطبان التمياط وهو كأسلافه شيخا لعشيرته ، وقد اشتهر بالحكمة وقوة الشخصية والشجاعة والفروسية..
أما والدتها فهي الشيخة عمشا بنت راشد بن شلاش وهو من آل علي شيوخ بطن عبدة من قبيلة شمر ومن هنا نجد أن جوزا كانت تنتمي إلى أسرتين من شيوخ شمر.
ونجد أن الشيخة جوزاء وبرغم كل الصعوبات والمعانات التي عايشتها في حياتها كانت امرأة صابرة محبة للناس تتلمس أدق تفاصيل حياتهم ، مؤثرة في مجتمعها بما تقدمة من أعمال الخير فقد عرف عنها أنها كانت حكيمة كريمة تتابع أحوال المحتاجين والمرضى وتسعى إلي إصلاح ذات البين وعتق الرقاب وحل مشاكل التحيير وغيرها من مشاكل الزواج، وقد كان لها مجلسها الخاص ومن حولها رجال القبيلة حيث يأتون إليها ويقبلون رأسها وكأنها أم الجميع ..
ويطلق عليها لقب (مجوزة العزبان) كانت رحمها الله تسمى بذلك لأنها عندما تتدخل بجاهها لتزويج رجل من امرأة يريد الزواج منها ولكن ذويها رفضوا تزويجه إياها فإنها دائما موفقة ومساعيها ناجحة وهذه ميزة لا يتمتع بها الكثير من الشيوخ والأمراء.
وقد كان لها مجلسها الخاص ومن حولها رجال القبيلة حيث يأتون إليها ويقبلون رأسها وكأنها أم الجميع ..
وفي اعتقادنا ان هناك عاملا مؤثرا اخر في شخصيتها انعكس على سلوكها الشجاعي والصفات التي تمثلت بالحكمة والتروية, وهو ان نشأتها كانت بين عائلة اغلب افرادها من الذكور فقد كان لها من الاشقاء _ راكان وعارف ونواف_ ومن غير الاشقاء _ صحن ومحيسن ونايف ومسلط وسلطان ومحمد ووضحى والجازي _ فتأثرت بذلك في ميلها الى تلمس مشكلات مجتمعها .
وقد اكسبتها تلك الصفات اضافة الى منزلتها الاجتماعية شهرة بين الناس فتطلع سادة القوم الى الزواج منها ,
ومن هنا اقدم الامير سعود بن عبدالعزيز بن رشيد ( 1326_1337هـ / 1908_1919م )
واتاح لها ( اي جوزاء ) الانتقال الى قصر ابن رشيد فرصة التحصيل العلمي فقرأت القرآن الكريم وتعلمت بعض الامور الشرعية على يد شيخ اعمى , ولايبدو الامر مستغربا إذ عـُرف عن ال رشيد اهتمامهم بتعليم نسائهم .
وحظيت جوزاء بمنزلة بمنزلة عالية عند الامير سعود بن رشيد فكان يقبل مشورتها ويأخذ بآرائها مقدرا بذلك رجاحة عقلها وما كانت تتمتع به من حكمة , وأثمر زواجها عن ابنتين الاولى منهمت اسمتها زهوة , غير انها توفيت في صغرها , ثم انجبت ابنة اخرى , اطلقت عليها اسم الاولى غير انها توفيت ايضا .
وتعددت الروايات حول حياتها مع ابن رشيد ففي حين تؤكد رواية شفاهية انها ظلت في عصمته الى يوم مقتله رحمه الله في عام ( 1338هـ / 1919م ) حيث حمل الى بيتها.
فقد تزوجت من فهد بن هذال شيخ العمارات من عنزة , وأقامت معه في موطنه بالعراق , وعندما شعر ابن هذال بقوة شخصيتها وماأدى اليه ذلك من مكانة رفيعة لها بين الناس الذين اعجبوا بذكائها وحسن تصرفها بادر الى طلاقها !!! مرددا انه ( لايجتمع في البيت كريمان) فكان هو يكرم الضيوف وهي تكرم الضيوف، وهو يربط وهي تحل فكان رأسها براسه إلى الأنفصال.
فتزوجت من بعده حاكم بن مهيد شيخ الفدعان من عنزة ايضا , وانجبت له ابنه مقحم الذي سعت الى تأصيل الاخلاق الكريمة والشهامة والخصائل الحميدة في نفسه , غير انه توفي وهو في السادسة من عمره تاركا في نفسها ألما وحزنا قاومتهما بالصبر وإن زاد في احزانها فقدها لزوجها نفسه بعد فترة قصيرة .
وتبدو هذه المرأة الجلدة الصابرة ذات القوة والشكيمة , متعلقة بالحياة لايدخلها اليأس , فقد تزوجت بعد وفاة ابن مهيد بعلي السليمان العبيد احد شيوخ الدليم من طئ المقيمين في الرمادي بالعراق , وطلقت منه لتتزوج من جديد بـ وطبان بن فيصل الجربا , وتنجب منه ابنة دعتها شريفة , توفيت في سن صغيرة , ولم يستمر زواجها من الجربا بل انتهى بالطلاق وهو اخر ازواجها.
إلى أن توفيت رحمها الله رحمة واسعة في عام 1379هـ أي سنة1959م ؛ كما يشير عبد الرحمن بن زيد السويداء و في 1382هـ 1962م في روايات أخرى.
_
وقالت فيها امرأة سعت الى إعادة ابنائها اليها بعد وفاة زوجها :
ياراكــب اللــي روحت كنها الطيـر ***
بنت الذلــول ولا عمقهـــا رديــه
تلقـــــى بيــت ٍ بيننن للخطاطــيـر ***
بيـت كبيـــر مــانـــزل بالشغـيـة
ان جيت جوزاء قلها يامسا الخيـر ***
طشاشة النيرات ماهـي خفية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى