د. سهام العبودي: الأعمال الأدبيَّة العظيمة لم تولد من فراغ

حوار: ساره الفرزان- الرياض
تمثل اللغة العربية محورًا هامًا وعنصرًا ضروريًا للثقافة، وترسخت كإحدى أكثر اللغات تأثيرًا في العالم، حيث تشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية العربية، وتتألق بجمال مفرداتها الفريد، على الرغم من أنها تحمل بين طياتها تاريخًا عميقًا من التحديات.
في هذا السياق، جاءت فكرة إنشاء الصالونات الثقافية لتجمع المثقفين والمهتمين بالأدب، ويتبادلون من خلالها المعارف والأفكار التي تقوم بدورها بنهضة المجتمع ثقافيًا وتنمويًا.
أعدت الحوار ساره الفرزان طالبة الصحافة الرقمية في جامعة الأميرة نورة.
وقد بادرت د. سهام بالإجابة عن الأسئلة المطروحة برحابة صدر، وجاء الحوار على النحو الآتي:
| لنتعرف عليك
١-د. سهام العبودي بإمكانك تطلعينا على بطاقتك الشخصية..
سهام العبودي مواطنة سعوديَّة محبَّة لوطنها المجيد، من مواليد الرياض.. المدينة التي أحبُّها وحملتْ ذكرياتي وآمالي.. متخصِّصة في الأدب والنقد، وأنتمي لصرح (نورة) العظيم.. أكتب القصَّة والمقال والمسرح.. أحبُّ لغتي العربيَّة الفاتنة.. وأحبُّ الأدب والجمال والحقيقة والسلام.
| محبة للأدب والنقد
٢-هل لكِ أن تحدثينا في بادئ الأمر سبب توجهك للأدب والنقد؟
لم يكن توجُّهي مقصودًا؛ فقد كنت أحبُّ العلم بشكل مطلق، وأحبُّ التحصيل، لكنَّ اللغة كانت هي الاتجاه الأكثر جذبًا لي، والأدب هو التمثيل الأجمل لهذه اللغة، والنقد هو الذي يسمح لي باستكشاف جمال الأدب، وهو تخصُّص واسع تصبُّ فيه كلُّ المعارف ويتطلَّب ثقافة عامة، ومعرفة متنوِّعة، وكلَّما توغَّلت في التخصُّص عثرت على أسباب تجعلني أحبُّه أكثر.. وأنا محظوظة بذلك!
| لا حدود للإبداع
٣-أصبحنا نشاهد إعجاب الناس بالذائقة الأدبية الرائجة، ما هو انطباعك عنها؟
لا أحبُّ الحكم ووضع الحدود؛ لدي دائمًا فكرة: أن يقول كلُّ إنسان ما يريد، وأن تبقى النوافذ مفتوحة، وأن يُترك الحكم للناس والزمن، النصُّ الجيِّد يفرض نفسه، ويجد مساحته، وتعثر عليه الذائقة اللائقة به.
الجمال متعدِّد الوجوه، ومتعدِّد المسارات ولا يمكن وضع حدٍّ أو اشتراطات؛ فالإبداع لا حدود له، وتاريخ الأدب يؤكِّد لنا أنَّ الحرية هي التي صنعت الاختلاف والتجدُّد والنموَّ.
| الفخر والاعتزاز
٤-ما هو شعورك عندما تقرأين تعليقات الناس على كتاباتك في مواقع التواصل الاجتماعي؟
أكون مغمورة بالسعادة عندما أجد من يقرأ لي شيئًا مطلقًا؛ مجرَّد الوصول إلى عين قارئ وعقله هو فوز كبير للكاتب، وعندما أرى رأيًا يتناول نصًّا لي تصيبني غبطة آسرة! ذلك يعني أنَّ كلماتي تركت أثرًا، أو حرَّكت سؤالًا، وامتدَّت في كلمات شخصٍ آخر، وهذه حياة للنصِّ يرجوها كلُّ كاتب.
| بداية قصة التميز
٥-ما القصة وراء اهتمامك بالمشاركة في المسابقات المتعلقة بالأدب، وما هي الجوائز التي حصلتِ عليها؟
الجوائز وسيلة محفِّزة؛ فالكاتب أحيانًا يصيبه الكسل والخمول، والجوائز تجعله في موضع التحدِّي مع نفسه.
حصلت على أربع جوائز هي:
جائزة الشارقة للتأليف المسرحي (دائرة الثقافة – حكومة الشارقة)
جائزة التأليف المسرحي (وزارة الثقافة – هيئة المسرح والفنون الأدائيَّة – السعوديَّة)
جائزة أفضل عمل في اليوم الوطني (الدورة الثانية) (أفضل عمل إعلامي – صحفي) جامعة الأمير محمد بن فهد
جائزة التأليف المسرحي – المسار العام (وزارة الثقافة – هيئة المسرح والفنون الأدائيَّة – السعوديَّة)
| الإنجاز
٦-كيف كانت ردة فعلك عندما علمتِ بفوزك في عدة مسابقات؟
شعور لذيذ بالإنجاز، وبأنَّ الوقت الذي صرفته في الكتابة قد عادة ثمرةً مقدَّرة من الآخرين، أحبُّ الكتابة جدًّا، وهي عالمي الأثير الخاصُّ، وكلُّ نصٍّ لي هو نصٌّ عزيز، وجائزتي الكبرى: أن يتلقى قارئ نصِّي ويؤثِّر فيه
| الرغبة
٧-كيف بدأت فكرة إنشاء الصالون الثقافي، وما القصة وراء تأسيسه؟
هي فكرة نبعت من رغبة المشاركة والمساهمة في خدمة الثقافة، نافذة صغيرة أضع فيها بعض جهدي وخبرتي من أجل ترك أثر صغير في الحياة.
| الهدف العام
٨-ما هي رؤيتك ورسالتك في إنشاء الصالون الثقافي؟
الصالون جهد صغير في مجمل الجهد الثقافي الرسميِّ والأهلي، كلُّ مساهم في الثقافة يستهدف رفع الوعي، ودعم الآخرين، وتقدير جهودهم، الرؤية تتمثَّل في خدمة الثقافة: عبر اللقاءات، وإظهار الجهود، ورعاية المواهب.
| خطوة في درب طويل
٩-ما التحديات التي واجهتيها في رحلتك لإنشاء الصالون الثقافي، وكيف تغلبتِ عليها؟
لم تكن تحديات أو صعوبات، هذا العمل محبَّبٌ ويستغرق شيئًا من الجهد في التنظيم، لكن ثمرته صغيرة كانت أو كبيرة تسعدني، وتجعلني أشعر بالإنجاز لأنَّي أسهمت في العمل الثقافيِّ، كلُّ مبادرة – مهما كان حجمها – هي أثر جميل وسطر في صفحة، وخطوة في درب طويل خصب بإذن الله تعالى.
| المعرفة والاطلاع
١٠-نصيحة أخيرة تقدمينها لمن يرغب في توسيع مداركه الأدبية
القراءة والاطلاع، العقل نعمة تستحقُّ العناية والإثراء، نقرأ ونطَّلع وننفتح على كلِّ مسارات المعرفة كي نصبح أشخاصًا أفضل؛ فننتج ما هو أفضل، ونترك أثرًا أفضل وأبعد وأجمل.
نصيحتي الثانية هي المثابرة؛ فالأدب، وعوالم الكتابة لا تتأتَّى بسهولة، حتى مع الموهبة اللامعة هناك ضرورة لبذل الجهد والمثابرة وموالاة العمل كي يحقِّق الكاتب شيئًا، الأعمال الأدبيَّة العظيمة لم تولد من فراغ: خلف كلِّ سطر عمل كثير، وتأمُّل ومراجعة.





