أيام معدودات

في زيارة مزخرف المصحف الشريف بمنزله بالمدينة المنورة 

بقلم أ. (سمير الفرشوطي) 

 لقاء مع عبدالله حنيف عبدالفتاح: فنان يُزيّن كلام الله في قلب المدينة المنورة في المدينة المنورة، المدينة التي تحتضن أقدس المساجد في الإسلام بعد المسجد الحرام، يقيم رجل استثنائي يكرس حياته لتجميل كلام الله. إنه عبدالله حنيف عبدالفتاح، المزخرف في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الذي فتح لنا باب منزله وقلبه في لقاء حصري. 

 من بروان إلى المدينة المنورة: رحلة فنان ولد عبدالله حنيف عبدالفتاح عام 1961م في مدينة بروان، ومنذ نعومة أظافره، كان الفن الإسلامي يسري في عروقه. حصل على دبلوم من كلية الفنون الإسلامية بجامعة كابل في أفغانستان، متخصصاً في الخط والزخرفة. لم يكن يعلم آنذاك أن هذا التخصص سيقوده إلى أحد أشرف الأعمال – تزيين كلام الله. 

 ٣٠ عاماً من العطاء يقول عبدالله، وعيناه تلمعان بالفخر: “منذ 35 عاماً وأنا أعمل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. كل يوم أشعر وكأنه اليوم الأول، بنفس الحماس ونفس الشغف.” وأضاف: “عندما أعمل على زخرفة القرآن الكريم، أشعر براحة نفسية لا توصف. إنه ليس مجرد عمل، بل هو عبادة وتقرب إلى الله.” 

 فن يتجاوز الحدود شارك عبدالله في العديد من معارض الخط والزخرفة التي أقامها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. وعن هذه التجربة يقول: “المعارض فرصة لمشاركة هذا الفن الجميل مع العالم. إنها تذكرنا بأن الجمال في الإسلام ليس فقط في الكلمات، ولكن أيضاً في طريقة عرضها.” 

 داخل منزل الفنان خلال زيارتنا لمنزله، عرض عبدالله بعض أعماله وشرح لنا كيفية الزخرفة التي يستخدمها. قدم لنا نماذج من الأسماء المزخرفة وأوضح كيفية التعامل مع الزخارف المختلفة.

كل زخرفة لها قصة، وكل حرف له روح. عندما أزخرف، أحاول أن أجعل الكلمات تتنفس وتنبض بالحياة. عبدالله حنيف 

 ختام اللقاء في نهاية زيارتنا، تركنا منزل عبدالله حنيف عبدالفتاح ونحن نشعر بالإلهام والتقدير لهذا الفن الراقي. إن عمله ليس مجرد وظيفة، بل هو رسالة سامية لنشر جمال الإسلام من خلال الفن. لقد أظهر لنا عبدالله أن الزخرفة الإسلامية هي أكثر من مجرد نقوش وألوان؛ إنها تجسيد لحب الله وكلامه، وتذكير دائم بجمال ديننا الحنيف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى