رغم التحذيرات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية حول موضة التان أو ما يعرف بـ”التسمير وتعريض الجسم لأشعة الشمس أو غيرها؛ بهدف تسمير الجسم، وتغيير لونه إلى اللون الأغمق”، إذ تحمل تأثيرات خطيرة على الجلد، تؤدي إلى تهيج الجلد والحساسية أو حتى الإصابة بالسرطان، غير أن فصل الصيف يعيد هذه الموضة إلى الواجهة، فرغم حرارة الجو المرتفعة، وأشعة الشمس اللاهبة، يهم الكثير من الشباب والشابات للحصول على التان في شواطئ العالم، متأثرين بموجات الترويج لـ”التان” في وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت من هذه الموضة أولوية صيفية.
أوضح استشاري الجلدية وجراحة الجلد والتجميل، الدكتور محمد الردادي، انتشار ظاهرة التان في الصيف نتيجة السفر والتعرض لأشعة الشمس، إذ يُعتبر التان موضة صيفية سنوية، وأضاف الردادي أن الطبقة العليا من الجلد تنتج هرمون بيتا إندورفين وزيادة مستويات السيروتونين، ما يعطي شعورًا بالسعادة، ويعمل على نفس المسار البيولوجي مثل المواد المسببة للإدمان الأخرى مثل التبغ والكحول. لذا يشعر الناس بالسعادة وتحسن المزاج بعد التان.
أوضح الردادي أن عملية التان تتم من خلال تغميق لون البشرة أو تسميرها، غالبًا نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية من ضوء الشمس أو من مصادر صناعية مثل مصابيح الأشعة في أسرة التسمير الداخلية، أو من خلال مستحضرات يمكنها إحداث تأثير تسمير البشرة دون التعرض للأشعة فوق البنفسجية، أو حبوب التسمير التي تحتوي على الكانثازانثين وتمنح لونًا برتقاليًا عميقًا.
وأشار إلى أن تسمير البشرة من خلال الأشعة الطبيعية أو أسرة التسمير الداخلية قد يسبب آثارًا جانبية خطيرة. وقالت مؤسسة سرطان الجلد: “لا يوجد شيء اسمه سمرة آمنة أو صحية”. فالتسمير يزيد من خطر الإصابة بسرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية والورم الميلانيني.
أكد الردادي أن أسرّة التسمير ليست أكثر أمانًا من الشمس، حيث يمكن أن يزيد التسمير الداخلي من خطر الإصابة بالنوعين الأكثر شيوعًا من سرطان الجلد — سرطان الخلايا الحرشفية بنسبة 58% وسرطان الخلايا القاعدية بنسبة 24%. واستخدام أسرّة التسمير قبل سن 20 يزيد فرص الإصابة بسرطان الجلد بنسبة 47%. وتنصح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بوضع ملصقات تحذيرية على جميع معدات التسمير في الأماكن المغلقة. كما تسرع أسرة التسمير من شيخوخة البشرة وظهور علامات تقدم العمر.
أوضح الردادي أن مؤسسة سرطان الجلد تؤيد عدم تسمير البشرة كخيار آمن، لكن تعتبر منتجات التسمير الذاتي (الكاذب) دون التعرض للشمس بدائل أكثر أمانًا لتجنب التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة. ووافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) على ثنائي هيدروكسي أسيتون الموجود في مستحضرات التان الذاتي للاستخدام الخارجي على الجلد.
وختم الردادي حديثه بنصائح لتجنب أضرار الشمس، أهمها تجنب التعرض للشمس في فترة الظهيرة بين الساعة 12 ظهرًا والساعة 3 عصرًا. وأكد أن الأوقات المناسبة لعمل التان هي بين الساعة 7 صباحًا إلى 12 ظهرًا، وقبل الغروب بثلاث ساعات. كما نصح بتغيير وضعية الجلوس باستمرار واستخدام كريم مرطب للبشرة بانتظام. في حال حدوث حروق الشمس، يجب وضع كمادات باردة واستخدام كريمات مهدئة مع تجنب التعرض للشمس لفترة مؤقتة بين أسبوع وأسبوعين.
