يقال إن الخيانة فعلٌ جبان… لكنها – أحيانًا – قد تكون شجاعة لا يفهمها الجميع.
هي “خائنة” في أعين من أرادوها نسخة عنهم، في عرف من طالبوها بالصمت، وهي تختنق بالكلمات. خانت قيودًا سكنت قلبها طويلًا، خانت الظلال التي حجبت عنها نورها الحقيقي، وتركت دورًا كُتب لها دون أن تُستشار.
ليست خيانة حين تهجرين ما لا يشبهك، حين ترحلين من علاقة تنزف فيها روحك كل يوم، حين تقولين: “لا”… بعد أعوام من المجاملة والتجمّل.
الخائنة الشجاعة… لم تخن إلا الزيف. رفعت رأسها، وقالت للعالم: “إن الوفاء الأعمى ليس فضيلة، بل سجنًا.” تمردت، لا لتُكسِر… بل لتُصلِح. رحلت، لا لتؤذي… بل لتعيش.
فليقولوا ما يقولون، فالقلوب النقيّة تعرف أن الشجاعة، أحيانًا، تتجسّد في امرأة تُتّهم بالخيانة… فقط لأنها أنقذت نفسها.