الدكتور أحمد عبدالغني الثقفي مقالات وآراء

خاطرة في نفسي

✍️ بقلم أ. أحمد الثقفي 

‏عادتي من سنوات أن لا أخبي او اخفي شيئًا في صدري اريد البوح به 

‏أقول ما أشعر به لكم

‏لا لأنني أبحث عن شفقة

‏بل لأن الصدق هو الطريق الوحيد الذي أعرفه

‏منذ عام 2001 إلى هذه اللحظة

‏كل من اقترب مني يعرف أنني محب

‏مسالم

‏أمد يدي قبل أن أرفع صوتي

‏وأفتح قلبي قبل أن أفتح بابي

‏وفي كل مرحلة من حياتي

‏كنت أُفاجأ بوجوه لم أرها يومًا

‏لم ألتقِ بها

‏لم أحتضنها

‏لكنها كانت أقرب إلى قلبي من كثيرين مرّوا في أيامي

‏يدعمونني

‏يدعون لي

‏يفرحون لفرحي

‏ويحزنون لوجعي

‏وذلك فضل من الله لا يُقاس

‏لكن ما يكسر القلب بصمت

‏أن أناسًا عرفتهم جيدًا

‏عشنا ساعات

‏وأيامًا

‏وسنوات

‏ولحظات جميلة

‏يختفون فجأة

‏لا لذنب

‏بل لأنني كنت ضعيفًا بعد جراحة

‏أو لأنني لم أستطع تقديم خدمة

‏أو لأنني تأخرت في اتصال

‏أو لم أرد على تغريدة

‏هنا يتوقف العقل

‏لا دهشة

‏بل وجع

‏كيف أكون حاضرًا في حياتهم

‏وغائبًا في قلوبهم

‏كيف أراهم كثيرًا

‏وأكون في ميزان محبتهم صفرًا

‏وكيف لقلوب بعيدة

‏لم يقدّر الله لي لقاءها

‏ولا تقبيل رؤوسها

‏ولا احتضانها

‏أن تحمل لي هذا الصدق

‏وهذا الدعاء

‏وهذا النقاء

‏إنها معادلة موجعة

‏لا يحلّها المنطق

‏ولا يخففها التبرير

‏المرض

‏مهما كان قاسيًا

‏ليس مجرد ألم في الجسد

‏بل مرآة

‏يكشف لنا مكاننا الحقيقي في حياة الآخرين

‏يعرّي العلاقات

‏ويُسقط الأقنعة

‏ويُبقي فقط من كان معنا لذواتنا

‏لا لمنافعنا

‏خرجت من غرفتي بعد العملية

‏وجسدي متعب

‏لكن قلبي كان أكثر إرهاقًا

‏دمعتي لم تكن خوفًا

‏بل فهمًا متأخرًا

‏فهمت أن القلوب الصادقة لا تُقاس بالمسافة

‏وأن الغياب لا يؤلم بقدر الانكشاف

‏وأن الله حين يُوجعنا

‏فهو في الحقيقة يُنقذنا

‏أنا أحمد الثقفي

‏وما زلت محبًا

‏لكنني اليوم أفهم أكثر

‏وأختار أعمق

‏وأضع قلبي فقط

‏في الأماكن التي تستحقه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com