في يومه العالمي .. الناشري : السعودية قدّمت نموذجا ملهما في دعم ثقافة “التطوع”

غيداء موسى – جدة
قال المستشار الاجتماعي طلال محمد الناشري ، إن الاحتفاء باليوم العالمي للتطوع، الذي يصادف الخامس من ديسمبر من كل عام، ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو محطة عالمية لتقدير العطاء الإنساني وترسيخ قيمة المبادرة المجتمعية التي تعد أحد أهم مرتكزات التنمية الحديثة، إذ إن تخصيص هذا اليوم جاء ليؤكد أن العمل التطوعي أصبح لغة عالمية مشتركة تجمع الشعوب وتوحّد الجهود نحو خدمة الإنسان، دون النظر إلى حدود أو فوارق.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية قدّمت نموذجا ملهما في دعم ثقافة التطوع، سواء من خلال البرامج الحكومية أو المنصات الوطنية أو عبر الحراك الواسع للشباب والشابات الذين أصبحوا اليوم في مقدمة الصفوف
يتصدرون مشاهد العطاء في مختلف المجالات ، مبينا أن الوصول إلى مليون متطوع في السعودية يعد إنجازًا وطنيًا استثنائيًا ودليلًا واضحًا على وعي المجتمع ورغبته الصادقة في المشاركة والتحسين والقيام بدور فاعل في مسيرة التطور الوطني، فبلادنا الغالية تسير – ولله الحمد – بخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي جعلت العمل التطوعي أحد مساراتها الرئيسة.
وأكد الناشري أن انعكاسات التطوع على المجتمع عميقة ومتعددة، فهو يبني جسورًا من الثقة بين الأفراد، ويعزز روح التعاون والانتماء، ويرفع مستوى الوعي بالمسؤولية الاجتماعية، كما يساهم في خلق مجتمع أكثر تماسكا وتعاونا، وقادرا على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص ، كما أن المبادرات التطوعية لا تُحدث أثرا مؤقتًا، بل تترك بصمة مستدامة تظهر في جودة الحياة، وفي قوة الروابط بين مختلف فئات المجتمع.
ولفت الناشري إلى أن التطوع له فوائد اجتماعية ونفسية وصحية كبيرة؛ فمن الناحية الاجتماعية، يمنح المتطوع شعورًا بالانتماء والاندماج ويضيف إلى تجربته علاقات جديدة وواسعة ، ومن الناحية النفسية يرفع التطوع من مستوى الرضا والسعادة، ويخفف التوتر، ويعزز تقدير الذات من خلال الإحساس بقيمة العطاء والتأثير الإيجابي
أما على المستوى الصحي فالدراسات أشارت إلى أن الأشخاص الذين يشاركون في الأعمال التطوعية يتمتعون بنشاط أكبر، ويتعرضون لمعدلات أقل من القلق والاكتئاب، كما يقودهم التطوع إلى نمط حياة أكثر توازنا وارتباطا بالآخرين.
واختتم الناشري تصريحه بالتأكيد على أن اليوم العالمي للتطوع مناسبة لإعادة التأكيد على قوة العطاء وأثره البنّاء، داعيًا الجميع إلى المشاركة الفاعلة في الأنشطة التطوعية، ليس فقط في هذا اليوم، بل على مدار العام، لأن العطاء متى أصبح سلوكا يوميا أحدث تغييرا حقيقيا في حياة الفرد والمجتمع على حد سواء.





