الإعلامية : فايزة حامد الثبيتيمقالات وآراء

وطني.. رائحة تعبر الزمن

بقلم/ فايزة حامد الثبيتي

وطني.. رائحة تعبر الزمن
كلما أغمضت عيناي..
أسمع صوت التنور يئن حنينًا،
وتعبر رائحة الخبز الدافئ بين ضلوعي،
كنسيم يحمل ذكرى الأيام الحلوة القديمة.

أمي كانت تضع العجين بيدين تعرفان السر..
سر الكلمات التي تختبئ في اللفات،
وحب يخبئه التنور في قشرته الذهبية،
حتى إذا انفتح،
انفتحت مدائن كاملة في صدري!

الوطن..
ليس أرضًا وحدودًا،
بل هو هذه الرائحة التي تسكن الأعماق،
تصعد مع أنفاسي كل صباح،
تذكرني أني..
ما زلت الطفلة التي تعرف طريق البيت،
حتى وإن ضللت في العالم كله.

في كل لقمة..
يبعث الوطن العواصف في داخلي:
– عاصفة الحنين إلى مزرعة الجد
– عاصفة الغضب على كل من تجرؤوا على المساس بحب الأرض
– عاصفة الفخر بكل من يحملونها في العيون كدليل

وأنا..
ما زلت أحمل التنور في حناجري،
أغني للخبز كما تغني الأمهات للولادة،
لأن الوطن يولد مرتين:
مرة في الأرض،
ومرة في القلب.

وطني.. لو كنت نجمة لكنت أنت..
لو كنت شجرة لكنت زيتونتك..
ولكني لست إلا انسكاب هذه الرائحة التي تخنقني كلما ذكرتك

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى