الإعلامية : فايزة حامد الثبيتيمقالات وآراء

غلافٌ بلا صفحات

مثقف الغلاف... لا القلم

عجبني الكتاب…

لا، بل أعجبني اسمه، وغلافه، وابتسامة الكاتب في صورة الغلاف الخلفي.

لم أقرأه، ولم أقرأ حتى لمن كتبه، لكنني تحدثت عنه كثيرًا،

وكأنني سبرت أغواره، وناقشت أفكاره، وخرجت منه بفلسفةٍ جديدة.
أنا مثقف، أو هكذا أقول. أرتدي نظاراتٍ لا تحتاجها عيناي،

وأحمل كتابًا لا تعرفه روحي، وأتحدث عن الفكر وكأنني ولدت في مكتبة.
في هذا الزمن، يشتهر من لا يملك فكرًا،

ويُصفق لمن لا يقول شيئًا، ويُحتفى بمن يردد كلماتٍ منمقة لا تحمل معنى.
زمنٌ تُقاس فيه القيمة بعدد المتابعين، لا بعدد الأفكار.
زمنٌ تُنشر فيه الكتب لتُلتقط صورها، لا لتُقرأ.
زمنٌ يُكتب فيه الشعر بلا شعور، وتُلقى فيه الخطب بلا قضية، وتُمنح فيه الألقاب بلا تجربة.
أعجبني الكاتب… لأنه مشهور.
أعجبني الكتاب… لأنه ترند.
وأعجبني نفسي… لأنني أقنعت الجميع أنني قرأته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com