بقلمي

رمضان ضيف محبوب يتكرر كل عام

عبدالقادر مكي – واشنطن

قال تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، واختصه الله بليلة عظيمة جليلة ففي الحديث الصحيح من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، كما شرع فيه قيام ليله وفرض فيه صيام نهاره، وحث الشارع فيه على قراءة القرآن والإكثار من الصدقة والإحسان، وغيرها من النوافل والعبادات وهي تربي النفوس المؤمنة على التقوى والعبادة والخشية والإنابة، ويكون رمضان بهذا مدرسة يستفيد منها المسلمون ومن أسباب قوة الاستفادة وعظيم الانتفاع وجود النية الصالحة، والإرادة الصادقة، والعزيمة الجازمة في الاستفادة من هذه الأيام العظيمة المباركة وعدم التفريط فيها وان من الخسارة البينة، والخذلان الظاهر ضياع هذه الأيام في النوم والكسل، والقيل والقال، ومشاهدة الفساد والحرام، ومجالسه أصحاب الغيبة والنميمة واللعن والطعن، وثاني الأسباب العلم بفضل هذه الأيام، ومزية هذه الليالي، العلم بخصائص هذا الشهر وما أوجبه الله لعباده من رحمة ومغفرة وعتق من النار، فإن القلب الحي والنفس الزكية لا تفرط في هذا الخير، كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر به أصحابه فيقول قد أظلكم شهر عظيم مبارك ومن الأسباب المعينة على الاستفادة من هذا الشهر العظيم المبارك، ترتيب برنامج رمضاني للمسلم يلتزم به، كترتيب وقت لتلاوة القرآن ووقت آخر للحفظ والمراجعة، والأذكار والأوراد الشرعية، والمحافظة على صلاة التراويح والقيام فضلاً عن المحافظة على الفروض الواجبة كصلاة الفجر والعصر وسائر الأوقات، وتحديد أوقات الراحة والنوم فلا يخالف السنن الكونية فيجعل الليل معاشاً والنهار سباتاً، ويساهر في الباطل والاستماع لأهل اللهو والمعازف والمنكرات، بل يتسابق في الخير والعلم النافع في المزيد من حفظ القرآن وتلاوته فهو منهاج السلف الصالح فكانوا يتركون العلم على فضله وعظم منزلته ويقبلون على القرآن ولنا فيهم أسوة وقدوه، وكان جبريل عليه السلام يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن، في كل رمضان مرة إلا في السنة التي توفي فيها فعارضه مرتين، فهل من مشمر في حفظ وقته، وهل من مجتهد في تلاوة كتاب ربه وهل من تائب نادم يتقرب إلى الله في هذا الشهر العظيم المبارك، أسأل الله أن يوفقنا إلى اغتنام هذا الشهر المبارك، وهذه الأيام والليالي العظيمة في المزيد من الطاعة والإقبال على الله وأن يجعلنا من المقبولين والفائزين برحمة الله ومغفرته وعتقه من النار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى