بقلمي

الأم ومنزلتها العظيمة

بقلم الدكتورة/ ندى فنري
-مدربة ومستشارة: الإمارات العربية المتحدة :-

قال حافظ إبراهيم : الأم مدرسة إذا أعددتها  – أعددت شعبا طيب الأعراق

الأم ذلك المخلوق الرقيق الذي يكافح ويربي ويسهر ويحنو لكي تنشأ الأجيال وترقى الأمم .

الأم تحملت ألم الحمل والولادة ،وأرضعت بحب وصفاء ،وصبرت على مشاكل الأبناء التي لا تنتهي ، وكل همها أن يسعد أبناؤها الذين مهما كبروا فهم في عيونها أطفال صغار

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” جاء رجلٌ إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟
قال : أمك ، قال: ثم من ؟ قال : أمك ، قال: ثم من ؟ قال : أمك ، قال: ثم من ؟ قال : أبوك .

كان أول احتفال بعيد الأم عام 1908، عندما أقامت آنا جارفيس ذكرى لوالدتها في أمريكا ، وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترف به في الولايات المتحدة ، وعلى الرغم من نجاحها عام 1914 إلا أنها كانت محبطة عام 1920، لأنهم صرحوا بأنها فعلت ذلك من أجل التجارة .

في الإسلام يعتقد بعض العلماء أن الاحتفال بعيد الأم ما هو إلا تقليد أعمى للغرب وليس له أصل من الصحة ،حيث أن الاهتمام بالأم وبرها طوال العام وفي كل وقت من تعاليم الإسلام ،بينما يرى البعض الآخر أن لا ضرر في الاحتفال به،

أول من فكر في عيد للأم في العالم العربي كان الصحفي المصري الراحل علي أمين – مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفى أمين حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي ‘فكرة’ طرح فكرة الإحتفال بعيد الأم قائلا: “لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه “يوم الأم” ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق.

حدث ذلك بعد أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار،ولم تتزوج، وكرّست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 مارس ليكون عيداً للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.
ويختلف تاريخ عيد الأم من دولة لأخرى فمثلاً في العالم العربي يكون اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس ،أما في النرويج فيحتفل به في 2 فبراير ، في الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو
وفي الولايات المتحدة وألمانيا يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام، وفي إندونيسيا يحتفلون به في يوم 22 ديسمبر.

قال أبو العلاء المعري :

العيش ماض فأكرم والديك به
والأم أولى بإكرام وإحسان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى