( فنون بحرية )….عظمة الفنّ البحري وعالميته
عظمة الفنّ البحري وعالميته......الحلقه (5)

د. صالح عبيد باظفاري
قال أخصائي موسيقى الشعوب رولف كيليوس أن العمل الصعب والمعقد للغاية الذي يقوم به البحّارة على متن السفن الشراعية وقوارب صيد السمك
منطقة الخليج والبحر العربي في جنوب اليمن يختزن هذا المكان الجغرافي إرث غنائي كبير يدل على ظهور مجموعة من الأنواع الموسيقية الأكثر إثارة في العالم العربي ونحن نتساءل اليوم، كيف حدث ذلك؟ وما السرّ وراء استمراريّة هذه الأنواع الموسيقية وبقائها إلى أيّامنا هذه .
واول من قدّم وصفًا دقيقًا
“فنّ الغناء البحري” هو المستكشف والأديب ألان فيليرز الذي كتب على متن أحد السفين التجارية عام 1939 قائلا “إن تلك الضوضاء المتمادية للدمدمة التي تصدر فقط عن الحناجر الاستثنائية للبحارة والصيادين أشبه بصوت مجموعة من الأسود الجائعة تتطلع إلى تناول وجبة من الطعام، أو بزمجرة مجموعة من الدببة، ثقيلة الوزن، داخل حفرة طلبًا لعظمة تأكلها، أو بهدير بركان عميق يغلي.
وقال الباحث الموسيقي حبيب حسن توما على الموسيقى البحرية بأنها “النوع الموسيقي الأكثر أصالة وتميّزا” في الوطن العربي والجزبره والخليج
ويوجد نوع مُتفرّع من الفن البحري وقد انقرض اليوم ويعتمد هذا الغناء على غناء السيّدات ورقصهنّ، وتصفيقهن بالأيدي، وعزفهنّ على آلة الطار. وفي حين كان الرجال يمضون خارجًا في رحلات الصيد والتجاره وتمخر بهم السفن عباب البحر، كانت النساء تلازمن بيوتهنّ في المناطق الساحلية بانتظار عودة آمنة لأزواجهنّ وإخونهنّ وآبائهنّ. ويبدو أن الأنواع الغنائية الأكثر أهمية هي تلك التي كانت تؤدّيها النساء في مجتمعنا وترافقها بعض من الطقوس التي تقام أثناء العوده للسفن وقد تطرق إلى اللون البحري وعكسه فنيا على الموسيقى الحديثه الموسيقار محمد عبد الوهاب من خلال هذه الاغنيه .
عندك بحرية يا ريس
سمر و شرقية يا ريس
والبحر كويس يا ريس
وصل لي حبيبي يا ريس
عالرمل الدايب كتبنا
شوق الحبيايب دوبنا
وانشاالله توصل مراكبنا
الـ فيها أهالينا و حبايبنا
والفرحة تكمل يا ريس
وايضا من أغاني البحر التي خلدت في الدهان الأجيال اغنية
سليمان العماري التي تقول
“يا عالم المستور”
يالله ياعالم المستور
عظيم اسالك يا كريماني
سالك بعم وحق الطور
وبحق طه وسبحاني
وبانتقال الاهزوجه البحريه من
أفواه الصيادين والملاحين إلى عالم الغناء الموسيقي على أيدي فنانين عظام حتى تبقى في الناس خالده .
ومن اقولهم أيضا
إن تشـا تصاحـب صاحـب ريالـك
وأهلك لا ما عنـدك ريـالات، ملّـوك
والنـاس لـو تضحـك ريــا لــك
ريالك ولو كنت فاضي فقـط ملّـوك
وقد كان للموسيقي عند البحاره أثرا سثنائي كونها تتكون من نوعان من الضرب الايقاعي الاول مايسمى بموسيقى المجتمعات البدوية القاطنة في المناطق الغير ساحلية من خلال تردد ابيات الاشعار التي تقال في الالعاب الشعبيه والزوامل والنوع الثاني الموسيقي القادمة عن طريق البحر من مناطق شرق أفريقيا وغرب الهند وبلوشستان وتمثلت في الليو وكثير من الحان التي عكست نفسها على ثقافتنا الغنائيه في أواخر الثلاثينيات آلى وقت قريب .وتجمع هذه الأنواع الموسيقية عناصر متنوعة، بما فيها الصوت البشري (المغنّيّ) الحاره الذي لهم تأثيرات متعدده النغمات، والغناء المنفرد. المنتظم بالارتام الإيقاعية المصاحب آلة السمسميه التي تُعزف متزامنه مع التصفيق بالأيدي والدندنة العميقةالمغنّاة.
ونستعرض في الحلقه القادمه تأثير الرياح على الاياقاعات البحريه .